قصه جميله
مش مكتوبلي أفرح وأتهنى أبدا!!!
مجددا رفعت كوب الماء إلى فمها لترتشف ما به فتبلل جوفها الجاف قبل أن تخفضه لتنخرط في نوبة بكاء جديدة مصحوبة بالندب والتحسر بعدما عادت إلى بيت أمها لتمكث فيه مؤقتا نظرت إليها والدتها بأسف وحزن ففرحتها لم تدم كثيرا بل إنها تبخرت كالسراب لتظل كعهدها تعيسة الحظ ورفيقة أصيلة للغلب والشقاء جاءت أفكار لتفقدها فلم تسلم من لسانها اللاذع الذي لم يترفق بها زادت من شعورها بالإحباط والألم بقولها السليط
من بين دموعها الغزيرة تأملتها فردوس تعاتبها بشيء من اللوم
خلاص يا خالتي بقى كفاية تعتيت في جتتي!
أيدتها عقيلة في كلامها قائلة بضيق
سبيها في حالها ياختي الحمدلله إنها بخير
لم تبد مثلهما متعاطفة حزينة أو حتى الهم يملأ قلبها كانت تفكر بالعقل تحسب كل خطوة وفقا المستجد من الأوضاع لهذا أبدت جمودا غريبا وهي تسأل
أجابتها بتحير
الله أعلم
لم تتحمل فردوس تأنيبها القاسې وكأنها من تسببت في اڼهيار المبنى القديم فنهضت من موضعها لتتجه إلى غرفة نومها القديمة حتى تختلي بنفسها بينما زمت أفكار شفتيها مغمغمة وهي تشيعها بنفس النظرات الجامدة
ده جوزها يعتبر على باب الله لا عنده أملاك ولا أبعدية
ثم ركزت بصرها على شقيقتها وتابعت
لم تجد عقيلة ما ترد به عليها فواصلت شقيقتها الكبرى استرسالها المزعج
ومۏت يا حمار عقبال ما الحكومة تديهم شقة
يئست من لغوها الزائد وقالت حاسمة رأيها
خلاص يا أفكار هما هيفضلوا هنا معايا البيت فاضي عليا
تفاجأت بما قررته فجأة ودون ترتيب مسبق لتظهر رفضها لاقتراحها النزق في صيغة متسائلة
ردت مصححة لها
ده جوز أختها مش حد غريب
أصرت على رفضها قائلة
برضوه ده البيت أد كده وآ
كانت موقنة أنها لن تسلم من احتجاجها ونقاشها وإن استمرت طوال النهار لهذا قاطعتها منهية الجدال في هذا الموضوع
ساعتها نبقى نتصرف
كادت تنطق بشيء لكنها أسكتتها
بس مش هاسيب فردوس تبات في الشارع ولا على الرصيف
والشملول جوزها فين المفروض يدور على بديل
بعد تنهيدة سريعة أجابت
أهوو بيعمل اللي عليه
التفتت عقيلة برأسها نحو باب المنزل عندما سمعت الطرقات عليه نهضت متجهة إليه لتفتحه فوجدت إجلال عند عتبته أردفت الأخيرة مرددة بأنفاس لاهثة أكدت على لوعتها
سلام عليكم إزيك يا خالتي لا مؤاخذة إن كنت جيت من غير ميعاد بس أنا أول ما عرفت بالخبر جيت جري أطمن على دوسة
فيكي الخير يا بنتي خشي واسيها بكلمتين جوا
كانت ممتنة لاستقبالها وانطلقت في التو نحو الداخل لتلازم صديقة الطفولة وتشاركها في مصابها طامعة أن تنجح في التهوين عليها
منذ الصغر أدرك الفارق والاختلاف بين الشقيقين فالكبير متهور ومندفع لا يحسب الأمور جيدا بعقله يفعل ما يطرأ على باله بغير حسبان والصغير على النقيض يمتلك من الذكاء والفطنة ما يجعله قادرا على تسيد الآخرين وقيادتهم لا يثير المتاعب وإن وقع في المصائب وجد السبيل للخروج بلا أدنى خسارة لهذا كان الابن المفضل لديه مما زرع الغيرة والحقد في نفس ابنه البكري مع مرور الزمان الأزمة الأخيرة أوضحت له ما ظن أنه غفل عنه لهذا أراد إعادة توزيع الأدوار خاصة مع التطورات الجديدة لجأ السيد فؤاد لمحاميه لتنفيذ ما فكر فيه في فترة تعافيه وشرع الأخير في تحقيق مطالبه دون تأخير وصار كل شيء مثلما رغب استغرب سامي من
استدعاء أبيه له في مكتبه وقت