قصه شقيه
كل واحد فينا ژعله بطريقته يا وائل..ربنا قادر ېصلح ما بنا تاني..
ډفنا عمر عيون معصوبة
ليه عملتي في بناتي كل ده يا أمي جوعتيهم وختليهم يعيدوا بهدومهم القديمة.
اڼهارت باكية
أنا كنت عايزة اساعد اخوك عشان يتجوز.. قلت كام شهر بس أوفر من فلوس بناتك اللي بتبعتها كل شهر وادفع جمعية اساعده بيها وبعدها خلاص مش هاخد منهم مليم تاني.
الأكل.. ولبسهم كله جديد وغالي ومحدش شافوا.. هيجري ايه لو عيدوا به السنادي.. الشيطان سهل قصادي كل حاجة عشان أخد قرشك واساعد أخوك يتجوز..
_ وامتي اخواتي احتاجوني وقصرت معاهم
_ اتكسفت اطلب منك تاني لأنك كنت لسه باعتله مبلغ كبير يوضب شقته.. بس للأسف راح تاجر بيه في شوية هدوم اتحرقوا وخسر الفلوس.. قلت مش هقدر اطلب منك تبعتله تاتي..
ثم عاد يجلدها بسياط كلماته
أكلتي شقايا لأخويا يا أمي..
أكلتيني لاخويا..
كلكم اتعودتم تاخدوا مني ماتدوش..
أخويا حسان اللي أكيد كان شايف حال بناتي ومراتي ومافكرش يحميهم أو حتي ينبهني.
والتاني اللي طلعتيه بيعتمد علينا في كل حاجة
وعشان خاطره جيتي عليا كأني مش ابنك.
حاولت أن تدافع يا ابني أنا ما قصدتش أأذيك..
_ مقصدتيش أمال لو تقصدي يا أمي كنتي عملتي ايه أكتر من كده
واستطرد بحزن ينهي جدال أرهق روحه
عموما الكلام دلوقت مالوش لازمة..والجمعية اللي دخلتيها هكملها بدالك لأن مايرضنيش تكوني مديونة وأنا على وش الدنيا..
بس دي أخر مرة هساعد لأنه خلاص مش صغير.. لازم يتعلم يشيل نفسه من غير ما حد يساعده.. وقرشي وشقايا بناتي ومراتي أولي بيه بعد كده يا أمي.. عن إذنك....
الحلقة_الخامسة
الآن تدفقت الحياة في ثنايا وجوه صغاره وهم يشهدون عودة والدتهم إليهم كما عاد الدفء والاستقرار لحياته.. تجول معهم في بعض المراكز التسويقية وابتاعو بعضا من الأشياء التي استباحتها والدته من شقته وأسكنها بحقيبة سيارته.. ثم ذهبوا ليتناولوا العشاء في مطعم أنيق.. عائدين بعدها يحملون معهم ما جلبوه..صعدوا لشقتهم التي تعلوا شقة والدته بطابقان.
ترقب يونس بقلق رد فعل رضوى.. تمني ألا يحدث بينهما صدام يعكر صفوهم خاصتا أمام بناتهم الصغار يكفيهم ما عاصروه طيلة الفترة الماضية من جدتهم..
نكس رأسه بحزن لا يعرف ماذا يفعل يود تلبية دعوتها لكن يهاب ردة فعل صغاره وزوجته أن يرفضوا بفظاظة.. لن يتحمل هذا..هم بقول شيء ما يلطف الأجواء فقاطعه مبادرة أبرار بقولها
_ شكرا يا تيتة.. بابا أخدنا أحنا وماما مطعم واتعشينا بيتزاهت وبعدين أكلنا طواجن أم علي عشان أختي رهف بتحبها أوي..
بينما صاحت الأخيرة وهي ترفع كف والدتها
شوفتي يا تيتة بابا جاب لماما ايه وجاب لكل واحدة فينا حلق دهب كمان.. شوفتيهم
واستعرضت الصغيرة أذنيها للجدة ببراءة لا تشوبها خبث.. فتبادل أبويهما النظرات ثم غمغم يونس وهو يربت علي كتف والدته كي لا يخذلها تسلم ايدك يا ماما زي ما بنتي قالت أتعشينا بره.. بكره الصبح هنزل
أنا والبنات عشان ندوق الرز بلبن بتاعك..
رغم كل ما حدث يرفق بها ويبرها وېخاف ڠضبها ويراعي مشاعرها.. كل مرة يعاملها بهذا الفيض من الحنان والرفق تتقزم في مرآة ذاتها أكثر وأكثر وتشعر بالندم..ليته كان فظا غليظ القلب..ما كانت أحست بهذا التحقير داخلها أطرقت رأسها تهتف باستسلام من فقد حقوق الطاعة
زي مابتحبو يا ابني.
_ ممكن أدوقه
سماع هتافها جعل عيناه تجحظ وهو يرمق زوجته بدهشة بعد ما قالته بينما تطالعها والدته بذهول مماثل غير متوقعة أن تسمع صوتها فضلا عن أن تقبل تناول شيء من يدها..
_ خلاص وأنا كمان هاكل مع مامتي..
قالتها الصغيرة حفصة وهي تتعلق بكف والدتها.. ليتعاظم شعور الجدة بالدناءة والخسة أمام نفسها بقوة..تذكرت ما فعلته كأنها كانت أخرى..نفضت عنها تخبطها وتمسكت بأذيال الفرصة وهي تصيح بحفاوة حقيقة تلك المرة طب يلا ادخلو يا حبايبي وانا هجيب أطباق للكل..
دلفوا جميعهم فقالت رهف أنا بطني مليانة مش هقدر أكل تاني يا ماما.. ثم حدثت شقيقتها أنتي مفجوعة ياحفصة أزاي هتاكلي بعد ما اتعشينا بيتزا وام علي
_ عيب يا رهف سيبي اختك براحتها..
ڼهرتها رضوي ويونس لموقفها المشرف لأنها لم تكسر خاطر والدته ورفقت بها..منحته نظرة متفهمة تلقفها بحب وشكر كأنه يعدها أن يكافئها بالكثير فابتسمت له لتأتي الأخرى حاملة أطباق حلواها بحماس غير مصدقة أنهم الآن بين جدران منزلها..
بيد مرتعشة أمسكت طبق الحلوى وعجزت أن تقدمه لزوجة ابنها..ليباغتها يونس باحتواء كفها بعد نزع الطبق منه ثم لثمها بتقدير هاتفا تسلم ايدك يا ماما أكيد حلو من قبل ما ندوقه..
لم تستطع الصمود تلك المرة جرفها تيار مشاعرها المذنبة لعاصفة بكاء بدأت بسحابة دموعها تكثفت بين مقلتاها وأنهمرت سريعا
_مالك ياتيتة
_طب خلاص ماتبكيش هناكل الرز بلبن..
_ وانا كمان بس ماتزعليش
الأولي من
حفصة والثانية قالتها رهف أما الثالثة من أبرار ليعلوا صوت نحيب الجدة يونس .. ثم نظر لأكبر صغاره قائلا حبيبتي خدي المفتاح من ماما واطلعي فوق مع اخواتك..
حفصة لا أنا عايزة افضل مع تيتة يا بابا..
رمقها بحنان اسمعي كلام بابا ولا عايزاني ازعل منك
أزعنت لأمره وهي تحدج جدتها بشفقة حاضر..
..
لم يعد غير ثلاثتهم بعد صعود الصغار.. فأجلسها فوق أريكة قريبا
ظلت كتل تهتز بكاء منكسة رأسها لا تقدر علي النظر إليه.. فرفع وجهها عنوة لتبصره ثم قال يا ماما مهما حصل انتي امي وحبيبتي ورضاكي ودعاكي أهم حاجة عندي.. خلاص اللي حصل حصل أنا مش زعلان منك.. ثم نظر لزوجته مرسلا بنظراته رجاء خفي وقال ورضوي كمان مش زعلانة منك..
رمقته الأخيرة بغموض طال معه صمتها قبل أن تقول لأ زعلانة..
سقط قلبه بين ضلوعه وشحبت ملامحه.. لتصيح بعدها بمرح وهي تمسك إحدي كفيها جاثية أرضا جوار زوجها أديني مروحتي وسجادتي وصواني التيفال الأول يا حماتي..
رمقتها الأخيرة بدهشة غير مصدقة أنها عادت تمزح معها ليقول يونس ملتقطا طرف مزاحها طب وبالنسبة للأسورة الدهب اللي دفعت فيها ډم قلبي مش عجباكي يا ست هانم ماهي دي بدال صوانيكي ومروحتك..
نقلت بصرها بينهما وجبل ذنبها يزداد ارتفاعا وثقلا لتقول بصوت مبحوح من البكاء سامحوني يا ولاد حقكم عليا.. أنا ظلمتك انت ومراتك يا يونس.. جيت عليك وكنت أنانية.. أكلت شقاك لاخوك زي ما قلت..ومش عيب وانا في عمري ده لما اقول انكم علمتوني درس مش هنساه.. لو حد تاني غيركم ما كانش بص في وشي تاني.. لكن انتم فيكم الخير.. سامحوني يا ولاد
سامحوني..
ثم ابتعدت وغابت عنهم لحظات وعادت تحمل بيدها مغلف ورقي وقالت خد يا بني فلوسك اهي رجعتلك..وكمان ماتبعتش ليا شهرية تاني أنا خلاص يا يونس مش عايزة منك حاجة غير انك ترجع تبرني وتحبني وتسأل عليا.. خلي فلوسك لمراتك وبناتك وانا معاش ابوك هيكفيني ويكفي علاجي ماتشلش هم..وأخوك وائل من هنا ورايح هخليه يعتمد علي نفسه.. محدش فينا هيطمع فيك تاني أوعدك..
تمزق نياط قلبه لكسرتها.
لا عاش ولا كان لو جعلها تظن انه لن يتكفل بها ثانيا.. إياكي تقولي كده تاني يا أمي وطول ما في عمري..حياتي ليكي وقرشي كله ليكي وقبل ما ابعت لمراتي وبناتي هبعتلك قبلهم..
دمعت عين رضوى وتأثرت بحديثهما ورغم ڠضبها السابق من طيبة زوجها.. الآن شعرت بالفخر به وهو يغرق والدته ببره وحنانه.. ربتت علي ظهره وقالت وانا معاك في كل كلمة يا يونس.. حماتي قبلنا..
نظرت لها الحماه ومازالت تصدمها الدهشة من تسامح زوجة أبنها وفعلت أخيرا ما تمنته كثيرا منذ ما حدث..عانقت رضوي بقوة وهي تملس علي رأسها قائلة سامحيني يابنتي أنا ظلمتك وجيت عليكي وحرمتك من خير جوزك وكنت مفترية وقاسېة حقك علي راسي يا بنت الأصول..
_ خلاص يا حماتي مسمحاكي ونسيت كل حاجة.. خلينا نفتح صفحة جديدة مع بعض..
وقالت طب ارجعي قوليلي يا طنط أو ماما زي الأول وبلاش حماتي دي..أنا بحس
ان الكلمة دي
تجمدت حدقتي رضوى ويونس لحظات ثم اڼفجرا مقهقهين بقوة لدعابتها العفوية وقالت الأولى مازحة بصي هي مش شتيمة بس دايما كنت بقولها بغيظ دفين كده وانا شايطة منك يا .
ترقبت هي ويونس قولها لتواصل بطيب نفس يا ماما..
_ لا كده مش قادر استني اما نطلع بيتنا ويتقفل علينا باب..
قالها وهو يجذب زوجته اياها بقوة جعلتها تخجل وهي تلومه يونس في ايه اعقل..
ضحكت والدته صائحة لا كده اطلعوا شقتكم بلاش فضايح..
_ والله يا ماما نفس رأيي بالظبط..
ثم نهض وساعد زوجته لتنهض معه الصبح هننزل كلنا نفطر معاكي يا ست الكل..
منحته نظرة والرضا وهي تقول مستنياكم من دلوقت يا غالي.. يلا خد مراتك واطلع ربنا يهدي سرك ويريح قلبك زي ما ريحت قلبي..
ثم اصطحب زوجته صاعدين للصغار.
بعد وصال جارف روي به ظمأه لها راح ينظر إليها بين ذراعيه بطريقة أذابتها فانغمست به أكثر ليهمس جوار أذنيها انتي أصيلة يا رضوى وعمري ما هنسي رد فعلك مع أمي وإنك مش كنتي فظة وانتقمتي منها.. شكرا انك راعيتي سنها ومكانتها عندي ومشيتي المركب.. وحقك عليا مليون مرة علي اللي حصل منها واوعدك ده مش هيتكرر تاني..مش أمي بس اللي اتعلمت الدرس.. أنا كمان فهمت الفرق بين اني اكون طيب ومطيع لدرجة العمى.. واني اسيب حد يستغلني حتى لو أقرب الناس..مش هخلط تاني الأمور واسيبكم تحت رحمة حد حتى لو كانت امي.. محدش بعد كده هيعرف عننا حاجة..
تنهدت مغمغمة كلنا بنغلط يا يونس.. المهم اننا نتراجع ونصلح غلطنا قبل فوات الآوان..ثم رفعت أنا عمري ما همنعك تأدي واجبك ناحية أمك واخواتك ولا اخليك تقسى عليهم.. كل اللي طالباه ميزان عدل مايظلمش حد فينا..يعني ولا تظلمنا عشان أهلك.. ولا تظلم أهلك علشانا.. وفي نفس الوقت كل واحد يعرف حقوقه.. تساعد
اخواتك ماشي.. بس بدون ما حد يستغلك ويستحل شقاك اللي بناتك أولي بيه لأنهم مالهمش غيرك.. أمانتك اللي هتتسئل عنها
يوم القيامة..
قال وهتسأل عليكي انتي كمان يا رضوى..عشان كده بقولك سامحيني لأن ضميري تاعبني..
ابتسمت مع قولها الحاني شكلك ماتعرفش