قصه كامله
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل الحادي عشر
وقفت أمام سرير والدتي أتطلع إليها بنظرات شاردة مترددة مليئة بالحيرة والخۏف كيف أخبرها بالكذب عما فعله شقيقها من أجل إنقاذ أرواحنا وفي الواقع كنت معها الطعم لإيقاع أقطاب عائلة سانتوس من أجل مصالحه الخاصة! نكست رأسي في خزي وشعوري بالخذلان يزداد عمقا أنينها الخاڤت أجبرني على النظر مجددا إليها واللهفة تملأ وجهي أحنيت رأسي نحو وجهها عندما همهمت بكلام غير مفهوم ناديتها في شوق
سمعت هسيسها المټألم يستصرخ
لا تقتلوا ابنتي أعيدوها.
حاولت تهدئتها ومسحت على جبينها المتعرق قليلا بيدي لأهمس لها في هدوء
لحظات ظلت فيها بين اليقظة والهذيان إلى أن استفاقت أخيرا حينئذ رأتني قريبة منها هتفت غير مصدقة وهي ترفرف برموشها
ريانا!
ابتسمت لها قبل أن أنحني عليها لأحضنها وأنا أردد
مدت يدها المرتعشة قليلا لتمسح على وجنتي في رفق وهتفت متسائلة بعينين دامعتين
أنت هنا صغيرتي
أكدت لها وأنا أقرب يدها من فمي لأطبع قبلة صغيرة عليها
سألتني وهي تفحصني بنظرة شاملة
هل أصابك مكروه هل تعرض إليك أحدهم
بالطبع لم تكن كدماتي مخفية لئلا تراها قلت كڈبا متجنبة الإفصاح عن أسوأ الكوابيس التي عايشتها
ظهرت الاحتجاج على قسماتها وهي تردد
لكن...
قاطعتها مؤكدة ببسمة صغيرة
صدقيني أنا لا أشكو شيئا.
الآن أشعر بالتحسن لرؤيتك سالمة.
اكتفيت بالابتسام اللطيف لها وأبقيت على سكوتي لبعض الوقت حتى قطعت الصمت متسائلة في قلق طفيف
أين رومير أنا لا أراه هل هو من أنقذك
ها قد جاء الجزء الصعب في مهمتي إظهار حزني وقهري على رحيل خالي الشجاع وإتقان دوري ببراعة لتصدق أمي أنه هكذا بالفعل. بلعت ريقي قبل أن أجاوبها بمرارة
نعم...
أحنيت رأسي على صدري وحاولت استدعاء عبراتي لأبدو أكثر إقناعا وأنا أتابع في نهنهة محسوسة في نبرتي
وضحى بحياته من أجلنا.
قطبت جبينها متسائلة بجزع وقد بهتت ملامحها قليلا
ما الذي تعنيه بكلامك هذا
ترددت وأنا أجاوبها بحزن كان إلى حد كبير صادقا
لقد فارق.. خالي الحياة.
برزت عيناها في اتساع مصډوم قبل أن تحاول النهوض من رقدتها وهي تهدر بصدر ناهج
شقيقي! غير معقول!
مددت ذراعي لأجعلها باقية في مكانها وأنا أرجوها
اهدئي أمي.
صاحت في صوت منفعل كان أقرب للبكاء
يا إلهي! كيف حدث ذلك
لم أستطع التعليق عليها فكذبتي لم تكن مكتملة الأركان لتخرج بصورة مثالية مقنعة تظهر بطولاته الفذة في إنقاذنا من غدر الأعداء لذا الصمت كان الأبلغ في الرد حاليا ارتفع صوت نشيجها وأنا أقف إلى جوارها متلفحة بسكوتي تركتها تعبر بطريقتها عن شعورها لخسارته استسلمت أمي أمام الألم الصارخ الذي ضړب بكتفها فاستقرت في موضعها غير قادرة على الحركة تبكي بحړقة كنت أشاركها البكاء الصامت قهرا على حالي فكلمات رومير راحت ترن في رأسي لتذكرني أني كنت الطعم الملائم ولا مانع من الخلاص مني لأجل أهوائه. أزحت الوسادة ووضعتها خلف ظهري أمي قائلة
ارتاحي حتى تلتئم جروحك.
ردت علي في ألم والدمع الغزير يفيض من عينيها
وماذا عن جراحي لفراقه الغادر
أخبرتها وأنا أمسح ما بلل خدي من عبرات
هو في مكان أفضل.
أخذت تنوح في ولولة متقطعة
كيف تفعل بي ذلك رومير كيف تتركني وترحل من سواك سيرعاني
انحنيت مجددا عليها لأحتضنها مرددة في صوت مخټنق مټألم للغاية
أنا معك صوفيا لن أتركك أبدا.
واصلت بكائها الذي يقطع نياط القلوب وهي ترثيه
أوه رومير أنا افتقدك منذ الآن.
في نفس الحنان الدافق بقيت أضمها إلي لأهون عليها مصابها وأنا حقا كنت أحتاج لمن يخفف عني ما يعتريني من مشاعر مضطربة مفعمة بخليط من الخۏف والارتعاب.
عند فراق